محتويات
١ الأنبياء والرُّسل
٢ عدد الأنبياء والرُّسل
٣ أسماء الأنبياء
٣.١ أسماء الأنبياء الواردة في القرآن الكريم
٣.٢ أسماء الأنبياء الواردة في السُّنة النبويّة
٤ معنى النبي والرَّسول
٤.١ معنى النبيّ
٤.٢ معنى الرّسول
٥ الفرق بين النبيّ والرّسول
٦ المراجع
الأنبياء والرُّسل
أرسل الله -سبحانه وتعالى- الأنبياء والمُرسَلين إلى البشر؛ ليُخرِجوهم من الظُّلمات إلى النّور، ويُقيموا الحُجَّة عليهم بأنّهم قد علموا الغاية من خلقهم وإيجادهم؛ وهي عبادة الله وحدَه، وتنزيهه، وتقديسه، ونفي الشّريك والمثل والمُكافِئ له، ويُنذروهم بعذاب الله تعالى لمن عصى ما جاء به الأنبياء عن الله سبحانه وتعالى، ويُبشّروا مَن يأخذ بما جاؤوا به بجنّة الله ورحمته.
بدأ بعث الأنبياء والرُّسل إلى البشر منذ بدء الخليقة بنزول آدم إلى الأرض، فكلّما جاءت أمّةٌ بعث الله فيها نبيّاً أو رسولاً؛ ليُقيم عليهم الحُجّة، وقد وردت في النُّصوص الصّحيحة في القرآن والسُّنة أسماء عدد من الأنبياء والرُّسل، وفي هذه المقالة بيانٌ للفرق بين مُصطلحَي النبيّ والرّسول، وذِكر الأنبياء والمُرسَلين الذين ورد ذِكرُهم في كتاب الله أو سُنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ممّا صحَّ من الأحاديث تحديداً.
عدد الأنبياء والرُّسل
لا يعلم عدد الأنبياء والرُّسل الفعليّ إلا الله سبحانه وتعالى؛ فهم كُثُرٌ، حتّى إنّ بعضهم لم يسبق لأحدٍ من النّاس أن سمع بهم؛ فيُروى أنّ عدد الرُّسل ثلاثمئة وبضعة عشر، بينما بلغ عدد الأنبياء مئة ألف وأربعة وعشرون ألفاً، وذلك لما ورد في الحديث الذي يرويه أبو ذرّ رضي الله عنه؛ حيث قال: (قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كمِ الأنبياءُ؟ قال: مئةُ ألفٍ وعشرونَ ألفًا، قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كمِ الرُّسلُ مِن ذلك؟ قال: ثلاثُمئةٍ وثلاثةَ عشَرَ جمًّا غفيرًا).[١][٢]
أسماء الأنبياء
أسماء الأنبياء الواردة في القرآن الكريم
ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أسماء خمسة وعشرين نبيّاً ورسولاً، منهم أربعة من العرب، وهم: هود، وشعيب، وصالح، ومحمّد عليهم الصّلاة والسّلام أجمعين، أمّا الأنبياء والرُّسل الوارد ذِكرهم في القرآن فهُم:[٣]
آدم عليه الصّلاة والسّلام، قال الله عزَّ وجلَّ: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا).[٤]
إبراهيم، وإسحق، ويعقوب، ونوح، وداود، وأيّوب، وسليمان، ويوسف، وموسى، وهارون، وزكريّا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، وإسماعيل، واليسع، ويونس، ولوط -عليهم الصّلاة والسّلام - جميعاً، وقد ورد ذِكر هؤلاء الأنبياء في قول الله عزَّ وجلَّ: (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ*وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ*وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ*وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ*وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).[٥]
إدريس عليه الصّلاة والسّلام، قال الله سبحانه وتعالى في ذِكره: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا).[٦]
هود عليه الصّلاة والسلّام، قال الله عزَّ وجلَّ: (كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ*إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ*إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ).[٧]
صالح عليه الصّلاة والسّلام، قال الله عزَّ وجلَّ: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ*إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ* إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ).[٨]
شُعَيب عليه السّلام، قال الله عزَّ وجلَّ: (كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ*إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ*إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ).[٩]
ذو الكفل عليه الصّلاة والسّلام، قال الله عزّ وجلّ: (وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ).[١٠]
محمد عليه الصّلاة والسّلام، قال الله عزَّ وجلّ: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا).[١١]
أسماء الأنبياء الواردة في السُّنة النبويّة
سبقت الإشارة إلى أنّ الكثير من الأنبياء والرُّسل لم يأتِ لهم ذِكرٌ في القرآن، وبعضهم ذُكِر في السُّنة، وبعضهم لم يُذكَر لا في القرآن ولا في السُّنة، قال الله عزَّ وجلّ: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ)،[١٢] وقال تعالى: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا*رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا).[١٣]
ومن الأنبياء والرُّسل الذين ورد ذِكرهم فيما صحَّ من السُنّة النبويّة الشّريفة، ولم يرِد ذِكرهم في القرآن الكريم اثنان، وهما: شيث، ويوشع بن نون عليهما الصّلاة والسّلام، أمّا يوشع بن نون فقد جاء في ذِكر نبوَّته ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- في صحيح مسلم، قال: قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: (إنَّ الشَّمسَ لم تُحبَسْ على بشرٍ إلَّا ليُوشعَ لياليَ سار إلى بيتِ المقدسِ)،[١٤] وأمّا شيث فقد قال ابن كثير: "وكان نبياً بنص الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه عن أبي ذر مرفوعا أنه أنزل عليه خمسون صحيفة".[٣]
معنى النبي والرَّسول
معنى النبيّ
إن لكلمة النبيّ معنيان: لغويّ، واصطلاحيّ، وبيانهما فيما يأتي:
النبيّ لُغةً: من الإنباء، وتعني الإخبار، وهي على وزن فَعيل، والنّبيء: تعني الذي أخبر عن الله وأنبأ عنه، وهي على وزن فعيلٍ مهموز.[١٥]
النبيّ اصطلاحاً: هو كلّ من جاءه الوحي مُرسَلاً من الله -سبحانه وتعالى- بأن يأتيه مَلَك من الملائكة، ويكون في العادة مُؤيَّداً بشيءٍ من الكرامات المخالِفة للطّبيعة والعادات.[١٦]
معنى الرّسول
لكلمة الرّسول معنيان: لغويّ، واصطلاحيّ، وبيانهما فيما يأتي:
الرَّسُول لُغةً: جمعها رُسْل، وتُجمَع على رُسُل، وهو: المبعوث؛ أي الشّخص الذي يحمل الرَّسائل، أو ينقُلها شفويّاً، وتكون وظيفته إيصال رسالة من طرفٍ مُرسِلٍ إلى مُرسَلٍ إليه.[١٧]
الرّسول اصطلاحاً: هو رجلٌ من البشر، بعثه الله تعالى إلى جماعةٍ معيّنةٍ أو فئةٍ من الناس لتبليغ أحكامه، وقد خُتِمَ الرُّسل بسيدنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام.[١٨]
الفرق بين النبيّ والرّسول
يوجد بين النبيِّ والرّسول فرقٌ ظاهر، وقد اتَّضح شيءٌ من ذلك من خلال تعريف النبيّ والرّسول المُشار إليه سابقاً، وفيما يأتي بيان الفروق الجوهريّة بين النبيّ والرّسول:[١٩][٢٠]
النبيّ هو من نَبَّأَهُ الله بأمور الغيب بواسطة الوحي، فإن كان مأموراً بتبليغ غيره من الناس فهو نبيٌ ورسول، وإن لم يكن مأموراً بذلك فهو نبيٌ فقط وليس رسولاً، والحاصل من ذلك أنَّ النبيّ مَن جاءه الوحي ليُبلّغه بأمر السّماء دون أن يُؤمَر بإخبار الناس بذلك وإرشادهم إلى طريق الله، ودون أن يحمل رسالةً من الله للبشر بالتّبليغ، فإن جاءه الوحي بذلك وأمره بتبليغه فهو نبيٌّ ورسول.
وقيل في التّفريق بينهما كذلك: إنّ الرّسول هو مَن أُوحِي إليه بشريعةٍ لم تكن فيمن سبقه من النّاس، أمّا النبيّ فهو مَن جاء من عند الله لتقرير شريعةٍ جاء بها بعض الأنبياء والرُّسل على مَن قبله من الناس، ويصدُق ذلك تحديداً على أنبياء بني إسرائيل؛ حيث تعاقَبَ نزول الأنبياء فيهم، والذين جاؤوا إليهم بالشّريعة نفسها، ودعَوهم بالدّعوة نفسها.
قيل أيضاً: إنّ الرُّسل من جاءت إليهم الرّسالة لتبليغها إلى قومٍ كفروا بالله، فيدعونهم إلى توحيده وعبادته ونفي الشّريك عنه، ولا بُدّ حتّى يصدق اسم الرّسول المبعوث إلى أولئك القوم أن يُكذّبه قومه؛ لقول الله سبحانه وتعالى: (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ)،[٢١] وقول الله عزَّ وجلّ: (مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ)؛[٢٢] فهو مُرسَلٌ إلى قومٍ مُخالِفين، يُشرِكون بالله ويعبدون غيره، فيُكذِّبون الرّسول الذي جاء إليهم بالرّسالة عن الله، ويؤمن به بعضهم، والرّسول لفظٌ عامّ يُطلَق على كلّ من جاء بالرّسالة إلى قومه.
قيل: إنّ الرّسول هو من أُرسِلَ إلى قومٍ مُخالِفين لأوامر الله، كأن كانوا يعبدون غيره ويشركون به، مثل: نوح عليه السّلام، أمّا النبيّ فهو من يُرسَل إلى قومٍ غير مخالفين، حتّى لو أُمِر بتبليغ الدّعوة، فكلّ رسولٍ نبيّ، وليس كلّ نبيّ رسولاً، وعليه يكون الرّسول أعمُّ من النبيّ؛ فالرّسالة تجمع النبوّة والرّسالة معاً، أمّا النُبوّة فهي تتناول أمراً واحداً فقط وهو نزول الوحي إلى بشرٍ بأمر الله، ويمكن أن تكون الرسالة أخصَّ من النُبوّة من جهة المُرسَل إليهم كما سبق؛ فالرّسول خاصٌّ لمن خالف أمر الله، أمّا النبيّ فهو عامٌ للنّاس كلّهم؛ من خالف منهم ومن لم يُخالف، والنّتيجة في ذلك أنّ لفظتَي النبيّ والرّسول إذا اجتمعتا معاً فإنّما يُراد بهما الذي أُشير إليه سابقاً، وإن انفردت إحداهما في الذِّكر فإنّ المُراد فيها يصدُق على المراد من كِلَيْهما.[٢٣]
المراجع
هل كان المقال مفيداً؟
نعم لا
١ الأنبياء والرُّسل
٢ عدد الأنبياء والرُّسل
٣ أسماء الأنبياء
٣.١ أسماء الأنبياء الواردة في القرآن الكريم
٣.٢ أسماء الأنبياء الواردة في السُّنة النبويّة
٤ معنى النبي والرَّسول
٤.١ معنى النبيّ
٤.٢ معنى الرّسول
٥ الفرق بين النبيّ والرّسول
٦ المراجع
الأنبياء والرُّسل
أرسل الله -سبحانه وتعالى- الأنبياء والمُرسَلين إلى البشر؛ ليُخرِجوهم من الظُّلمات إلى النّور، ويُقيموا الحُجَّة عليهم بأنّهم قد علموا الغاية من خلقهم وإيجادهم؛ وهي عبادة الله وحدَه، وتنزيهه، وتقديسه، ونفي الشّريك والمثل والمُكافِئ له، ويُنذروهم بعذاب الله تعالى لمن عصى ما جاء به الأنبياء عن الله سبحانه وتعالى، ويُبشّروا مَن يأخذ بما جاؤوا به بجنّة الله ورحمته.
بدأ بعث الأنبياء والرُّسل إلى البشر منذ بدء الخليقة بنزول آدم إلى الأرض، فكلّما جاءت أمّةٌ بعث الله فيها نبيّاً أو رسولاً؛ ليُقيم عليهم الحُجّة، وقد وردت في النُّصوص الصّحيحة في القرآن والسُّنة أسماء عدد من الأنبياء والرُّسل، وفي هذه المقالة بيانٌ للفرق بين مُصطلحَي النبيّ والرّسول، وذِكر الأنبياء والمُرسَلين الذين ورد ذِكرُهم في كتاب الله أو سُنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ممّا صحَّ من الأحاديث تحديداً.
عدد الأنبياء والرُّسل
لا يعلم عدد الأنبياء والرُّسل الفعليّ إلا الله سبحانه وتعالى؛ فهم كُثُرٌ، حتّى إنّ بعضهم لم يسبق لأحدٍ من النّاس أن سمع بهم؛ فيُروى أنّ عدد الرُّسل ثلاثمئة وبضعة عشر، بينما بلغ عدد الأنبياء مئة ألف وأربعة وعشرون ألفاً، وذلك لما ورد في الحديث الذي يرويه أبو ذرّ رضي الله عنه؛ حيث قال: (قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كمِ الأنبياءُ؟ قال: مئةُ ألفٍ وعشرونَ ألفًا، قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كمِ الرُّسلُ مِن ذلك؟ قال: ثلاثُمئةٍ وثلاثةَ عشَرَ جمًّا غفيرًا).[١][٢]
أسماء الأنبياء
أسماء الأنبياء الواردة في القرآن الكريم
ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أسماء خمسة وعشرين نبيّاً ورسولاً، منهم أربعة من العرب، وهم: هود، وشعيب، وصالح، ومحمّد عليهم الصّلاة والسّلام أجمعين، أمّا الأنبياء والرُّسل الوارد ذِكرهم في القرآن فهُم:[٣]
آدم عليه الصّلاة والسّلام، قال الله عزَّ وجلَّ: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا).[٤]
إبراهيم، وإسحق، ويعقوب، ونوح، وداود، وأيّوب، وسليمان، ويوسف، وموسى، وهارون، وزكريّا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، وإسماعيل، واليسع، ويونس، ولوط -عليهم الصّلاة والسّلام - جميعاً، وقد ورد ذِكر هؤلاء الأنبياء في قول الله عزَّ وجلَّ: (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ*وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ*وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ*وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ*وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).[٥]
إدريس عليه الصّلاة والسّلام، قال الله سبحانه وتعالى في ذِكره: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا).[٦]
هود عليه الصّلاة والسلّام، قال الله عزَّ وجلَّ: (كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ*إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ*إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ).[٧]
صالح عليه الصّلاة والسّلام، قال الله عزَّ وجلَّ: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ*إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ* إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ).[٨]
شُعَيب عليه السّلام، قال الله عزَّ وجلَّ: (كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ*إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ*إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ).[٩]
ذو الكفل عليه الصّلاة والسّلام، قال الله عزّ وجلّ: (وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ).[١٠]
محمد عليه الصّلاة والسّلام، قال الله عزَّ وجلّ: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا).[١١]
أسماء الأنبياء الواردة في السُّنة النبويّة
سبقت الإشارة إلى أنّ الكثير من الأنبياء والرُّسل لم يأتِ لهم ذِكرٌ في القرآن، وبعضهم ذُكِر في السُّنة، وبعضهم لم يُذكَر لا في القرآن ولا في السُّنة، قال الله عزَّ وجلّ: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ)،[١٢] وقال تعالى: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا*رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا).[١٣]
ومن الأنبياء والرُّسل الذين ورد ذِكرهم فيما صحَّ من السُنّة النبويّة الشّريفة، ولم يرِد ذِكرهم في القرآن الكريم اثنان، وهما: شيث، ويوشع بن نون عليهما الصّلاة والسّلام، أمّا يوشع بن نون فقد جاء في ذِكر نبوَّته ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- في صحيح مسلم، قال: قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: (إنَّ الشَّمسَ لم تُحبَسْ على بشرٍ إلَّا ليُوشعَ لياليَ سار إلى بيتِ المقدسِ)،[١٤] وأمّا شيث فقد قال ابن كثير: "وكان نبياً بنص الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه عن أبي ذر مرفوعا أنه أنزل عليه خمسون صحيفة".[٣]
معنى النبي والرَّسول
معنى النبيّ
إن لكلمة النبيّ معنيان: لغويّ، واصطلاحيّ، وبيانهما فيما يأتي:
النبيّ لُغةً: من الإنباء، وتعني الإخبار، وهي على وزن فَعيل، والنّبيء: تعني الذي أخبر عن الله وأنبأ عنه، وهي على وزن فعيلٍ مهموز.[١٥]
النبيّ اصطلاحاً: هو كلّ من جاءه الوحي مُرسَلاً من الله -سبحانه وتعالى- بأن يأتيه مَلَك من الملائكة، ويكون في العادة مُؤيَّداً بشيءٍ من الكرامات المخالِفة للطّبيعة والعادات.[١٦]
معنى الرّسول
لكلمة الرّسول معنيان: لغويّ، واصطلاحيّ، وبيانهما فيما يأتي:
الرَّسُول لُغةً: جمعها رُسْل، وتُجمَع على رُسُل، وهو: المبعوث؛ أي الشّخص الذي يحمل الرَّسائل، أو ينقُلها شفويّاً، وتكون وظيفته إيصال رسالة من طرفٍ مُرسِلٍ إلى مُرسَلٍ إليه.[١٧]
الرّسول اصطلاحاً: هو رجلٌ من البشر، بعثه الله تعالى إلى جماعةٍ معيّنةٍ أو فئةٍ من الناس لتبليغ أحكامه، وقد خُتِمَ الرُّسل بسيدنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام.[١٨]
الفرق بين النبيّ والرّسول
يوجد بين النبيِّ والرّسول فرقٌ ظاهر، وقد اتَّضح شيءٌ من ذلك من خلال تعريف النبيّ والرّسول المُشار إليه سابقاً، وفيما يأتي بيان الفروق الجوهريّة بين النبيّ والرّسول:[١٩][٢٠]
النبيّ هو من نَبَّأَهُ الله بأمور الغيب بواسطة الوحي، فإن كان مأموراً بتبليغ غيره من الناس فهو نبيٌ ورسول، وإن لم يكن مأموراً بذلك فهو نبيٌ فقط وليس رسولاً، والحاصل من ذلك أنَّ النبيّ مَن جاءه الوحي ليُبلّغه بأمر السّماء دون أن يُؤمَر بإخبار الناس بذلك وإرشادهم إلى طريق الله، ودون أن يحمل رسالةً من الله للبشر بالتّبليغ، فإن جاءه الوحي بذلك وأمره بتبليغه فهو نبيٌّ ورسول.
وقيل في التّفريق بينهما كذلك: إنّ الرّسول هو مَن أُوحِي إليه بشريعةٍ لم تكن فيمن سبقه من النّاس، أمّا النبيّ فهو مَن جاء من عند الله لتقرير شريعةٍ جاء بها بعض الأنبياء والرُّسل على مَن قبله من الناس، ويصدُق ذلك تحديداً على أنبياء بني إسرائيل؛ حيث تعاقَبَ نزول الأنبياء فيهم، والذين جاؤوا إليهم بالشّريعة نفسها، ودعَوهم بالدّعوة نفسها.
قيل أيضاً: إنّ الرُّسل من جاءت إليهم الرّسالة لتبليغها إلى قومٍ كفروا بالله، فيدعونهم إلى توحيده وعبادته ونفي الشّريك عنه، ولا بُدّ حتّى يصدق اسم الرّسول المبعوث إلى أولئك القوم أن يُكذّبه قومه؛ لقول الله سبحانه وتعالى: (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ)،[٢١] وقول الله عزَّ وجلّ: (مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ)؛[٢٢] فهو مُرسَلٌ إلى قومٍ مُخالِفين، يُشرِكون بالله ويعبدون غيره، فيُكذِّبون الرّسول الذي جاء إليهم بالرّسالة عن الله، ويؤمن به بعضهم، والرّسول لفظٌ عامّ يُطلَق على كلّ من جاء بالرّسالة إلى قومه.
قيل: إنّ الرّسول هو من أُرسِلَ إلى قومٍ مُخالِفين لأوامر الله، كأن كانوا يعبدون غيره ويشركون به، مثل: نوح عليه السّلام، أمّا النبيّ فهو من يُرسَل إلى قومٍ غير مخالفين، حتّى لو أُمِر بتبليغ الدّعوة، فكلّ رسولٍ نبيّ، وليس كلّ نبيّ رسولاً، وعليه يكون الرّسول أعمُّ من النبيّ؛ فالرّسالة تجمع النبوّة والرّسالة معاً، أمّا النُبوّة فهي تتناول أمراً واحداً فقط وهو نزول الوحي إلى بشرٍ بأمر الله، ويمكن أن تكون الرسالة أخصَّ من النُبوّة من جهة المُرسَل إليهم كما سبق؛ فالرّسول خاصٌّ لمن خالف أمر الله، أمّا النبيّ فهو عامٌ للنّاس كلّهم؛ من خالف منهم ومن لم يُخالف، والنّتيجة في ذلك أنّ لفظتَي النبيّ والرّسول إذا اجتمعتا معاً فإنّما يُراد بهما الذي أُشير إليه سابقاً، وإن انفردت إحداهما في الذِّكر فإنّ المُراد فيها يصدُق على المراد من كِلَيْهما.[٢٣]
المراجع
هل كان المقال مفيداً؟
نعم لا
تعليقات
إرسال تعليق