النظام والانضباط في الشارع ،وفي المدرسة ، وفي الأماكن العامة يحققان راحة المواطنين ورقي الوطن
العناصر : -
النظام، والإتقان والتقدير في هذا العالم، شامل لجميع مخلوقات الله كلها، ذلك أن الكون منظم ومنسق، وانتظامه مرتبط بإرادة الله وقدرته، كما أن استمراره على هذه الحال منوط باختيار الله تعالى ومشيئته. قال تعالى: {صُنْعَ الله الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْء}النمل آية 88. وقال تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} الفرقان آية 2. وقال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} القمر آية 49. فلا عبث إذن ولا فوضى، وإنما هو نظام وإتقان وتقدير وتدبير، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} ص آية 27. وقال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} المؤمنون آية 115 تعالى الله عن ظن الكافرين علواً كبيرا. وقد بين الله في القرآن الكريم دقة هذا النظام الكوني، الذي جعله خالقه أية من آياته الدالة على وجوده، وقدرته، وعلى علمه وحكمته، وإتقان مصنوعاته، فقال تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ، وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ، وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ، لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} يس الآية 37-40. ودليل النظام يعتمد على دليل الخلق، غير أنه يزيد عليه التوضيح والبيان لما في ذلك الخلق من إبداع، واختراع، وتنظيم، وإتقان، وما تدل عليه، هذه المخلوقات من قصد في إيجادها وحكمة في تسييرها وتدبيرها.
2. النظام والانضباط مظهران حضاريان
يعتبر النظام واحد من أسباب النهوض بالدولة وتقدمها علي باقي الشعوب، فعلي سبيل المثال دولة اليابان، فالشعب الياباني يحترم الوقت ويقدسه، ويتبع علي نظام وقوانين محددة ساعدتهم علي التقدم في وقت وجيز بعد فترة الضعف التي حلت بالدولة بعد قنبلة هيروشيما، فاستطاع الشعب بناء دولته من جديد علي أساس تنظيم وهيكل محدد إتبعه أبناء دولته. فأي دولة تحترم النظام وتسير عليه تستطيع التقدم، فاحترام الوقت وتنظيم العمل وتنظيم حركة سير العربيات بالشارع هذا كله يساعد علي النجاح والرقي وتوفير وقت للراحة.
3. تدريب أطفالنا من الصغر على النظام
يجب علي الوالدين تربية الأبناء علي احترام الوقت وتنظيم الأمور في حياتهم، فهذا كله يساعدهم علي النجاح في أسرتهم وكذلك يساعد علي تقدم دولتهم. فالنظام من الأمور المكتسبة لدي الأفراد وليس شئ فطري، لذلك يجب غرس النظام بالأطفال في سن مبكر حتي يتعلم الطفل النظام في كل أمور حياته والتي تشمل ترتيب منزله وكذلك ترتيب غرقته، وتنظيم ألعابه بعد الإنتهاء من اللعب، فهذا يساعد الطفل علي الشعور بالمسئولية الفردية عن أمور حياته الشخصية، فعندما يكبر يتطور معه النظام ليشمل أحترام قواعد العمل، وقوانين الدولة،وعدم القيام بمخالفة الامور حتي لا يعرضه للعقاب.
4. فوائد النظام والانضباط
:
1. حفظ
حقوق
الأفراد
في
المجتمع،
وحماية
الضعيف
منهم
من
سلطة
القوي
وسلب
حقوقه.
2. تحقيق المساواة بين أبناء المجتمع؛ فعند تطبيق النظام والانضباط على جميع الأفراد لا يشعر أحد بأفضليةٍ للآخرين عليه، مما يحافظ على ترابط الجميع معاً.
3. أداء
الأعمال
بالشكل
الأفضل
وعلى
أحسن
وجهٍ،
فعند
تطبيق
النظام
يستطيع
الفرد
الإبداع
والابتكار
في
ظل
الأمان
وحفظ
الحقوق.
4. القدرة على السيطرة على المجتمع وأفراده، وتحديد صلاحيات كل فردٍ أو مجموعةٍ، وحماية المجتمع من الفوضى.
تعليقات
إرسال تعليق